التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العدو الداخلي



في حياتي الدراسية عانيت من عدة أمور أخطرها كانت المقاومة الذاتية، تلك المجموعة من المشاعر المتداخلة التي تحاول فقط إبعادك عما تركز عليه، تُشعرك بالكسل والحاجة للإسترخاء وتُنير لك طريق ملذات الحياة التي وُجدت فيها من الأساس لعبادة ربك أولاً، ثم عمار الأرض وبناء مستقبلك وغيرها.


خلال المحاضرات كانت تشتت ذهني أمور لا تكاد ترتقي لتكون ثانوية في حياتي، عندما يأتي دور المراجعة اليومية كان يأخذني هذا العدو الداخلي للتفكير بأمور غالبيتها سلبية، مما أثر كثيراً على تحصيلي الدراسي بنهاية العام؛ مما استدعى تدخل طارئ وعاجل لإستئصال هذا العدو.


في أولى الخطوات لابد أن تغذي روحك لتطمئن ولايوجد أفضل من ذكر الله لتغذية روحك وشحنها، كما أنه من المهم جداً أن تحب نفسك، حب جميل معتدل غير مشروط، وتنظر لها بإيجابية وتتقبلها كما هي، وتتعايش مع حقيقة أنك بشر وجميع البشر بهم عيوب، كيف؟ فكر وتحدث إليها بإيجابية، ارجع للمواقف الصعبة التي مررت بها وتخطيتها لتعلم كم أنت قوي وقادر على أن تكون انسان ناجح متصالح مع ذاته.


نفسك بطبيعتها أمارة بالسوء فعليك بضبطها، ستطالبك بفعل أشياء عديدة واقتناء أشياء أكثر عندها عليك بإعمال عقلك، فكر هل هذة الأشياء ستفيدك، ستسعدك؟ اذا أجبت بنعم ضع خطة لتعطي ذاتك ماتريد بدون حرمان، ولكن بعد قليل من العمل والاجتهاد بالمقابل، وتذكر لاترهق ذاتك وتحملها فوق طاقتها وبادر دائماً لإسعادها، فأي وقت تقضيه لسعادتك ليس ضائع.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لازم أعرف؟

لماذا يتعامل معي البعض وكأن عليّ تعلم كل شيء؟ لماذا يجب أن أعرف حتى خفايا هضبة ( الأوزارك ) ؟ لماذا أكون الفقيه وبنفس الوقت مدير أعمال أحد الفنّانين؟ هل أنا آلة لتُسجّل بها ما ترغب به؟ الأسبوع الماضي كُنت في عجلة؛ للذهاب لاختبار تحديد مستوى بإحدى المعاهد بمدينة جدة، صادفت أخي في طريقي للخروج فسألني عن بطل كأس الملك السعودي بعام 2003 !! أجبته بسرعة بأني لا أعرف وكان رده ( فاشل ماتعرف شي اصلا ) . لا أدري أتحدث عن توقيت السؤال، أم أهميته في حياتنا، أم رده الجاهل الذي لو تلقيته قبل سنة من الآن، لدخلت بحالة تفكير عميقة ومؤذية ولخرجت عن جو الاستعداد للاختبار، كيف تربط الفشل بعدم قدرتي على الإجابة، عن سؤال لن يضيف لي شيء في حياتي؟ كيف حكمت بعدم معرفتي بأي شيء وأنا وبفضل الله وكرمه،  أعرف ماوهبني وأعمل على تطويره في كل يوم، وأعرف من العلم ماسينفعني بمجال عملي وفي حياتي اليومية، وأنت حتى مرتبك الشهري لا تحافظ عليه حتى موعد الذي يليه، والمشكلة أنك تمضي وقتك بالتشكي لا بالعمل والبحث عن حلول! من الفاشل الجاهل الأن؟ شيء غريب لاحظته مؤخرًا وهو أن البعض يريدك أن تكون عالمًا لأجله، موسوعة متنقلة يبحث

سعودي سعيد!

من نجران إلى العويقلية، من الخبر إلى جدة، من مكة إلى الجبيل، من عرعر إلى عسير، كلها موحدة تحت الراية وتكمل في هذة الليلة سنتها التسعين منذ التوحيد، ومنقسمة إلى نصفين! الأول بالأبيض، والثاني بالأخضر. هكذا هي هذة الدولة العظيمة، هكذا هي رائدة وكبرى دول الخليج والعالم العربي الإسلامي. دائمًا تجد الشعب متفرق ولديه الكثير من الأيادي الدفاعية في حال تفرق الأعداء من عدة اتجاهات وحاولوا المساس بأمن أو حتى سمعة هذة الدولة العظيمة، ودائمًا تجدهم صف واحد في حال اتخذ العدو جهة واحدة. يُلقب ملك وحاكم البلاد بخادم الحرمين الشريفين، في إشارة إلى أننا من أكبر فرد فينا إلى الأصغر خادمين لبيوت الله عز وجل، ننزلها منزلتها المستحقة، يا الله يا لعظمة المملكة! تنوع حضاراتها واختلاف ثقافاتها من أكثر مايميز هذة البلاد. الجنوب وما أدراك ما الجنوب! تجد في عسير المناخ الجميل المعتدل صيفًا، البارد جدًا شتاءً، لا تخلو من المناظر الطبيعية الخلّابة، والقصور والقرى التاريخية، ولا ننسى السودة التي تُعد الوجهة الأولى في الغالب للقادمين، مثلها مثل منطقة الباحة ويميز الأخيرة أماكن عدة: كسوق الخميس، وغابة رغدان، وقرية ذي

جريمة شرعية!

هناك فئة دائماً تحب التجرد من الإنسانية عند التعامل مع البشر، وتكره التفكير بمشاعر الطرف الأخر ، فئة تمجد الهمجية والهجوم الشامل على العدو لسبب حقيقي أو مختلق،وتحتقر العقلانية والاسلوب اللين بالمعاملة، هي جريمة لا يعاقب عليها القانون لكنها تسبب نزيف داخلي يصعب إيقافه، بل قد تقود البعض للإنتحار. دويّ إصطدام يهز الأرجاء، سقف سيارة تدمر، شظايا زجاج متناثرة، خرج اهل المنزل فوجودا الابن الأصغر مراد ميتاً، التساؤل الأبرز الذي حير الجميع لماذا يقدم شاب لايزال في مقتبل العمر (22 عام ) على الإنتحار في هذة المرحلة من حياته؟، ربما جميع الأصدقاء والاقارب احتاروا عدا والده الذي وجد ورقة على طاولته بخط ابنه مفادها: الكل يلحق بي الضرر، ضربوني حتى لم يعد جسدي يحتمل، أرهقوني بشتى أنواع الكلمات القاسية بدون إحساس، ليس ذنبي أنني خُلقت " حساس" ، لعلمك الإكتئاب والمخدرات وانعدام احترام النفس، ولا انسى إضافتك للوحدة بقاموس كل تلك المشاكل التي أنهكتني وأجبرتني على الرحيل". لا داعي لشرح مشاعر والد مراد عندما قرأ رسالة ابنه لأنكم بالتأكيد تعلمون طبيعة شعوره الذي أتى بعد فوات الأوان للأ