التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الأثر الخفي..



ذهبت قبل عدة أيام لرؤية صديق أخذتنا الحياة لطرق مختلفة، لم نعد نرى بعضنا كالسابق ولم نعد نتشارك ذات الشغف المتشابه، كما هي العلاقات بالوقت الراهن. ما أن أنهيت الكلمات الإعتيادية للسؤال عن الحال،  إلا وقد بدأ بإزاحة الكثير من الأمور التي أثقلت كاهله كثيراً، أمور كثيرة وغالبيتها كانت أموراً طبيعية، منتشرة بالمجتمعات ولاتحتاج لطرق سحرية لمعالجتها ولكن ومن بين زحمة المواضيع شد انتباهي أمر مهم للغاية، أمر جعلني أسترسل في النقاش مع صديقي لوقت أطول عنه، وقد وصل بي الحال للبحث والقراءة وسؤال البعض من المقربين لمحاولة استكشاف أكثر وبالتالي رؤية أوضح للصورة الكاملة.


لماذا لا نختم محادثتنا بكلمة لطيفة؟ ، سؤال بسيط مكون من خمسة كلمات ولكني استغرقت بعض من الوقت للإجابة وحتى أنا لم أثق بإجابتي، وفي كل مرة أكرر السؤال لأحدهم، يتلعثم ويأخذ دقيقة للتفكير ولا يأتي بإجابة مقنعة. لماذا لا نحب تلطيف محادثتنا مع الأشخاص الذين نهتم لأمرهم؟، ولماذا لانبادر ولو بإبتسامة بسيطة تليها كلمة تبدو جميلاً اليوم على سبيل المثال في وجوه من نقابلهم على الدوام سواء بمكان عمل أو حتى الرجل الذي يعد لنا القهوة كل صباح؟، لماذا نبخل بهذا الشيء البسيط بفعله الكبير بأثره؟. الكلام الطيب واللطيف هو عامل مهم ومؤثر ينقلك كشخص لبعد أخر، كمكانة اجتماعية وأيضاً كشعور شخصي بالرضا، لأنك عندما تتعامل مع الأغلب بالكلام اللين والجميل فهذا بالتأكيد يعكس النقاء والتصالح الذاتي العالي الذي تملكه مع نفسك.


منذ تلك المقابلة الجميلة والتي أنهيتها أنا وصديقي بألطف شكل ممكن عاهدت ذاتي أن أحاول قدر الإمكان ألا أنهي أي محادثة مع أي شخص كان بدون أي كلمة لطيفة ، على الأقل كلمة واحدة فقط؛ فهي ذات أثر خفي ربما لاتلاحظه انت ولكنه بالتأكيد يصنع شيئاً لامعاً ، ومن يدري ربما يصنع يوم أحدهم. قد لا أعلم ماتخفيه قلوب البشر، ولكني متأكد بأنهم بشر! فلا تقتلوا مشاعر أحدهم بل اعملوا على إحيائها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لازم أعرف؟

لماذا يتعامل معي البعض وكأن عليّ تعلم كل شيء؟ لماذا يجب أن أعرف حتى خفايا هضبة ( الأوزارك ) ؟ لماذا أكون الفقيه وبنفس الوقت مدير أعمال أحد الفنّانين؟ هل أنا آلة لتُسجّل بها ما ترغب به؟ الأسبوع الماضي كُنت في عجلة؛ للذهاب لاختبار تحديد مستوى بإحدى المعاهد بمدينة جدة، صادفت أخي في طريقي للخروج فسألني عن بطل كأس الملك السعودي بعام 2003 !! أجبته بسرعة بأني لا أعرف وكان رده ( فاشل ماتعرف شي اصلا ) . لا أدري أتحدث عن توقيت السؤال، أم أهميته في حياتنا، أم رده الجاهل الذي لو تلقيته قبل سنة من الآن، لدخلت بحالة تفكير عميقة ومؤذية ولخرجت عن جو الاستعداد للاختبار، كيف تربط الفشل بعدم قدرتي على الإجابة، عن سؤال لن يضيف لي شيء في حياتي؟ كيف حكمت بعدم معرفتي بأي شيء وأنا وبفضل الله وكرمه،  أعرف ماوهبني وأعمل على تطويره في كل يوم، وأعرف من العلم ماسينفعني بمجال عملي وفي حياتي اليومية، وأنت حتى مرتبك الشهري لا تحافظ عليه حتى موعد الذي يليه، والمشكلة أنك تمضي وقتك بالتشكي لا بالعمل والبحث عن حلول! من الفاشل الجاهل الأن؟ شيء غريب لاحظته مؤخرًا وهو أن البعض يريدك أن تكون عالمًا لأجله، موسوعة متنقلة يبحث

سعودي سعيد!

من نجران إلى العويقلية، من الخبر إلى جدة، من مكة إلى الجبيل، من عرعر إلى عسير، كلها موحدة تحت الراية وتكمل في هذة الليلة سنتها التسعين منذ التوحيد، ومنقسمة إلى نصفين! الأول بالأبيض، والثاني بالأخضر. هكذا هي هذة الدولة العظيمة، هكذا هي رائدة وكبرى دول الخليج والعالم العربي الإسلامي. دائمًا تجد الشعب متفرق ولديه الكثير من الأيادي الدفاعية في حال تفرق الأعداء من عدة اتجاهات وحاولوا المساس بأمن أو حتى سمعة هذة الدولة العظيمة، ودائمًا تجدهم صف واحد في حال اتخذ العدو جهة واحدة. يُلقب ملك وحاكم البلاد بخادم الحرمين الشريفين، في إشارة إلى أننا من أكبر فرد فينا إلى الأصغر خادمين لبيوت الله عز وجل، ننزلها منزلتها المستحقة، يا الله يا لعظمة المملكة! تنوع حضاراتها واختلاف ثقافاتها من أكثر مايميز هذة البلاد. الجنوب وما أدراك ما الجنوب! تجد في عسير المناخ الجميل المعتدل صيفًا، البارد جدًا شتاءً، لا تخلو من المناظر الطبيعية الخلّابة، والقصور والقرى التاريخية، ولا ننسى السودة التي تُعد الوجهة الأولى في الغالب للقادمين، مثلها مثل منطقة الباحة ويميز الأخيرة أماكن عدة: كسوق الخميس، وغابة رغدان، وقرية ذي

جريمة شرعية!

هناك فئة دائماً تحب التجرد من الإنسانية عند التعامل مع البشر، وتكره التفكير بمشاعر الطرف الأخر ، فئة تمجد الهمجية والهجوم الشامل على العدو لسبب حقيقي أو مختلق،وتحتقر العقلانية والاسلوب اللين بالمعاملة، هي جريمة لا يعاقب عليها القانون لكنها تسبب نزيف داخلي يصعب إيقافه، بل قد تقود البعض للإنتحار. دويّ إصطدام يهز الأرجاء، سقف سيارة تدمر، شظايا زجاج متناثرة، خرج اهل المنزل فوجودا الابن الأصغر مراد ميتاً، التساؤل الأبرز الذي حير الجميع لماذا يقدم شاب لايزال في مقتبل العمر (22 عام ) على الإنتحار في هذة المرحلة من حياته؟، ربما جميع الأصدقاء والاقارب احتاروا عدا والده الذي وجد ورقة على طاولته بخط ابنه مفادها: الكل يلحق بي الضرر، ضربوني حتى لم يعد جسدي يحتمل، أرهقوني بشتى أنواع الكلمات القاسية بدون إحساس، ليس ذنبي أنني خُلقت " حساس" ، لعلمك الإكتئاب والمخدرات وانعدام احترام النفس، ولا انسى إضافتك للوحدة بقاموس كل تلك المشاكل التي أنهكتني وأجبرتني على الرحيل". لا داعي لشرح مشاعر والد مراد عندما قرأ رسالة ابنه لأنكم بالتأكيد تعلمون طبيعة شعوره الذي أتى بعد فوات الأوان للأ