التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الحروف الصامتة !



كلمات ربما نعتقد أنها بسيطة وبلا معنى، قد تصنع مشكلة كبيرة في حياتنا وتعقد الكثير من الأمور البسيطة. بل كلمة واحدة فقط لا نلقي لها بال قد تدمر مستقبل أحدنا فنحن كبشر بطبيعتنا نتأثر بالكلمات ولو تظاهرنا بالعكس، ولو بنسب متفاوتة، كلمة واحدة فقط قد تصنع فكرة تغرس في عقل أحدنا فتصبح حقيقته حتى الأزل.

دائماً ماتجمعني بأحد الأصدقاء جلسة خفيفة من فترة الى أخرى، للتخفيف عن النفس وإخراج الطاقة السلبية على وجه الخصوص، عندما ننتهي وأعود إلى السيارة أبدأ بتذكر اللقاء ومجرياته، أجد غالبية مايضايقنا هو أفكار خاطئة نحكم بها على ذواتنا استناداً على كلمات أحد الأشخاص أو لتصرف خاطئ قمنا به بسبب نقص خبرة أو زلة.

وجدت بالفعل أن الفكرة التي تزرعها برأسك مؤثرة جداً ولدرجة أبعد مما تتصور، إيمانك ونطاق توقعاتك وتهيئة ذاتك لمواجهة الأمور، أهميتها تكاد توازي أهمية الإستعداد النظري. لابد أن نعيد النظر وبسرعة بالأفكار التي نأخذها عن أنفسنا وعن الأخرين، لابد أن نحسن الظن دائماً ونثق بتدبير الله عز وجل قبل عملنا واجتهادنا، لأنه في الغالب أنت تحصل على ماتظنه ، لابد أن تكون قوياً مؤمنا بذاتك عالما بقدراتها وإمكانياتها الهائلة بتذكر محطات حياتك السابقة وتجربة أشياء جديدة كاسرة للروتين تنير بصيرتك بشكل أكبر.

أعد صياغة ذاتك من الداخل واجعلها أقوى من الحديد، لاتقتلك أي كلمة ولا تغيضك وجهة نظر تمثل صاحبها فقط، لا يؤثر على طموحاتك أقرب الأقربين ولايسرق ابتسامتك مرتدين ثياب الواقعية، أصدقاء الكآبة وناشري السلبية اللامبررة، اصنع أيامك وطريقة حياتك والأهم اصنع أفكارك من زاويتك المفضلة للرؤية.. فأنت مخرج الحياة التي تريد عيشها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لازم أعرف؟

لماذا يتعامل معي البعض وكأن عليّ تعلم كل شيء؟ لماذا يجب أن أعرف حتى خفايا هضبة ( الأوزارك ) ؟ لماذا أكون الفقيه وبنفس الوقت مدير أعمال أحد الفنّانين؟ هل أنا آلة لتُسجّل بها ما ترغب به؟ الأسبوع الماضي كُنت في عجلة؛ للذهاب لاختبار تحديد مستوى بإحدى المعاهد بمدينة جدة، صادفت أخي في طريقي للخروج فسألني عن بطل كأس الملك السعودي بعام 2003 !! أجبته بسرعة بأني لا أعرف وكان رده ( فاشل ماتعرف شي اصلا ) . لا أدري أتحدث عن توقيت السؤال، أم أهميته في حياتنا، أم رده الجاهل الذي لو تلقيته قبل سنة من الآن، لدخلت بحالة تفكير عميقة ومؤذية ولخرجت عن جو الاستعداد للاختبار، كيف تربط الفشل بعدم قدرتي على الإجابة، عن سؤال لن يضيف لي شيء في حياتي؟ كيف حكمت بعدم معرفتي بأي شيء وأنا وبفضل الله وكرمه،  أعرف ماوهبني وأعمل على تطويره في كل يوم، وأعرف من العلم ماسينفعني بمجال عملي وفي حياتي اليومية، وأنت حتى مرتبك الشهري لا تحافظ عليه حتى موعد الذي يليه، والمشكلة أنك تمضي وقتك بالتشكي لا بالعمل والبحث عن حلول! من الفاشل الجاهل الأن؟ شيء غريب لاحظته مؤخرًا وهو أن البعض يريدك أن تكون عالمًا لأجله، موسوعة متنقلة يبحث

سعودي سعيد!

من نجران إلى العويقلية، من الخبر إلى جدة، من مكة إلى الجبيل، من عرعر إلى عسير، كلها موحدة تحت الراية وتكمل في هذة الليلة سنتها التسعين منذ التوحيد، ومنقسمة إلى نصفين! الأول بالأبيض، والثاني بالأخضر. هكذا هي هذة الدولة العظيمة، هكذا هي رائدة وكبرى دول الخليج والعالم العربي الإسلامي. دائمًا تجد الشعب متفرق ولديه الكثير من الأيادي الدفاعية في حال تفرق الأعداء من عدة اتجاهات وحاولوا المساس بأمن أو حتى سمعة هذة الدولة العظيمة، ودائمًا تجدهم صف واحد في حال اتخذ العدو جهة واحدة. يُلقب ملك وحاكم البلاد بخادم الحرمين الشريفين، في إشارة إلى أننا من أكبر فرد فينا إلى الأصغر خادمين لبيوت الله عز وجل، ننزلها منزلتها المستحقة، يا الله يا لعظمة المملكة! تنوع حضاراتها واختلاف ثقافاتها من أكثر مايميز هذة البلاد. الجنوب وما أدراك ما الجنوب! تجد في عسير المناخ الجميل المعتدل صيفًا، البارد جدًا شتاءً، لا تخلو من المناظر الطبيعية الخلّابة، والقصور والقرى التاريخية، ولا ننسى السودة التي تُعد الوجهة الأولى في الغالب للقادمين، مثلها مثل منطقة الباحة ويميز الأخيرة أماكن عدة: كسوق الخميس، وغابة رغدان، وقرية ذي

جريمة شرعية!

هناك فئة دائماً تحب التجرد من الإنسانية عند التعامل مع البشر، وتكره التفكير بمشاعر الطرف الأخر ، فئة تمجد الهمجية والهجوم الشامل على العدو لسبب حقيقي أو مختلق،وتحتقر العقلانية والاسلوب اللين بالمعاملة، هي جريمة لا يعاقب عليها القانون لكنها تسبب نزيف داخلي يصعب إيقافه، بل قد تقود البعض للإنتحار. دويّ إصطدام يهز الأرجاء، سقف سيارة تدمر، شظايا زجاج متناثرة، خرج اهل المنزل فوجودا الابن الأصغر مراد ميتاً، التساؤل الأبرز الذي حير الجميع لماذا يقدم شاب لايزال في مقتبل العمر (22 عام ) على الإنتحار في هذة المرحلة من حياته؟، ربما جميع الأصدقاء والاقارب احتاروا عدا والده الذي وجد ورقة على طاولته بخط ابنه مفادها: الكل يلحق بي الضرر، ضربوني حتى لم يعد جسدي يحتمل، أرهقوني بشتى أنواع الكلمات القاسية بدون إحساس، ليس ذنبي أنني خُلقت " حساس" ، لعلمك الإكتئاب والمخدرات وانعدام احترام النفس، ولا انسى إضافتك للوحدة بقاموس كل تلك المشاكل التي أنهكتني وأجبرتني على الرحيل". لا داعي لشرح مشاعر والد مراد عندما قرأ رسالة ابنه لأنكم بالتأكيد تعلمون طبيعة شعوره الذي أتى بعد فوات الأوان للأ