كل شيء تغير، كل شيء أصبح غريبًا فجأة، في هذة الفترة الفريدة من نوعها توقفت الحياة وانشلت الكرة الأرضية نسبيًا، لا تجمعات سواء رياضية ككرة القدم، أو ترفيهية كالعروض القتالية والاحتفالات المعتادة، وبالطبع لا تجمعات عائلية وهنا مربط الفرس؛ لأننا وبهذة الفترة بالذات كمسلمين معتادين على الأجواء الاجتماعية بشهر رمضان المبارك وكذلك عيد الفطر.
لا ينفك الأغلب بالحديث عن مشاكلهم النفسية بهذا الوقت الصعب مع تطبيقهم للإجراءات الوقائية، ولكنني وجدت مشكلة لا ينتبه لها الكثير، لا أقصد المشاكل النفسية ولا ضير في التحدث عنها فهي طبيعية بظل هذة الظروف ولكن هناك مشكلة في التعامل مع الأزمات ككل وليس أزمة كورونا فقط. في البداية ماهي الأزمة أساسًا؟، الأزمة هي مشكلة او ظروف مفاجئة تهدد الوضع الطبيعي المستقر، وهي نقطة حرجة تغير شيء ما للأبد سواء للأفضل أو الأسوأ، والكل تقريبا يتفق على أن الوضع لن يكون كما هو بعد هذة الجائحة التي أخذت صيت إعلامي خارق بأكبر الدول نتيجة تبعاتها. بعد أن عرفنا الأزمة وماهيتها، لابد أن نعرف كيف نتعامل معها كبشر ونخرج منها بأقل الأضرار، وربما بشكل أفضل من قبلها.
في البداية وقبل كل شيء أنظر لعلاقتك بربك، ابتعد عن صخب كل شيء واسأل نفسك هل انت جيد بإعطاء الله حقه؟ هل تقرأ القرآن مرة في الاسبوع على الاقل؟، الصلاة؟، الصدقة؟، ذكرك له سبحانه فإذا لم تذكره بهذة الظروف متى ستفعل؟. هل تمتلك المرونة والتكيف السريع مع الظروف؟، لابد أن تكون مرن بحياتك لأنه امر فطري في البشر، أيضا لابد أن تكون واثق من نفسك وقدرتك على تجاوز الأزمة مهما كانت صعوبتها، ومن اللازم أن تفهم أنك تملك زمام الأمور والسيطرة دائمًا لتجاوز الأزمات، فعدم مخالطتك للأخرين واتباعك للإجراءات الوقائية الصادرة من الجهات الرسمية ستقيك بإذن الله من هذة الجائحة. استراتيجية أخرى ستفيدك وهي عدم الخوف والتهويل الزائد للأمور، أعلم أن الإعلام واعداد الإصابات اليومية تُخيف نوعا ما ولكن لاتصل لمرحلة الجنون والهلع فلن تموت إلا بيومك الذي قدره ربك لك.
أمر يغفل عنه الكثير وهو البحث عن السعادة بل وخلقها من أصغر الأمور، اصنع سعادتك وانزع ثوب السوداوية والسلبية المفرطة فنفسك تستحق أجمل وافضل من ذلك!، كن إيجابي يا اخي وتفاءل فنبينا الكريم محمد كان يعجبه الفأل والله سبحانه يقول " أنا عند ظن عبدي بي" فما يمنعك من التفاؤل بزوال هذا الوباء قريبا؟. اتخذ موقفا سريع ولاتجعل مايحدث يشل حركتك ويمنعك من شيء، اعمل على تطوير نفسك ففي السابق كم مرة كنت تنوي تطوير شيء ما ولم تجد الوقت؟ الأن لديك الوقت كله فاحرص على استغلاله بالشكل الصحيح، ليس شرط أن تستغله بالتطور والتحسن فيمكنك استغلاله باللعب والترفيه عن نفسك بكل ماتريد فأي وقت تمضيه بإسعادك ليس ضائع. أخر استراتيجية أخي وأختي القارئة هي تقبل التغيير، لن يكون الوضع سهلا ولن يعود كما سبق ابدا لذا علينا التقبل والمضي مع الحياة.
كن إيجابي، اسعد نفسك قدر الإمكان وبأي طريقة ما لم تغضب ربك، حاول أن تكون مرن وتتقبل الوضع حيث أن التكيف فطرة فينا كبشر، نعم صعب لكن ليس مستحيل، ارجع لربك وادعوه أن يزيل عنا هذة الأزمة فلن يساعدنا بكل شيء إلا هو سبحانه، لا تخف وتهول الأمور، بسّط كل شيء قدر الإمكان فلن يصيبك الا ما كتبه الله لك، اصنع الروح الجميلة بنفسك وتفاءل واعلم انك ستتجاوز كل صعب بإذن الله، فلم تخلق لتكون حبيس السلبية والأحزان.
تعليقات
إرسال تعليق