التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إنزيمات الأزمات!



كل شيء تغير، كل شيء أصبح غريبًا فجأة، في هذة الفترة الفريدة من نوعها توقفت الحياة وانشلت الكرة الأرضية نسبيًا، لا تجمعات سواء رياضية ككرة القدم، أو ترفيهية كالعروض القتالية والاحتفالات المعتادة، وبالطبع لا تجمعات عائلية وهنا مربط الفرس؛ لأننا وبهذة الفترة بالذات كمسلمين معتادين على الأجواء الاجتماعية بشهر رمضان المبارك وكذلك عيد الفطر.

لا ينفك الأغلب بالحديث عن مشاكلهم النفسية بهذا الوقت الصعب مع تطبيقهم للإجراءات الوقائية، ولكنني وجدت مشكلة لا ينتبه لها الكثير، لا أقصد المشاكل النفسية ولا ضير في التحدث عنها فهي طبيعية بظل هذة الظروف ولكن هناك مشكلة في التعامل مع الأزمات ككل وليس أزمة كورونا فقط. في البداية ماهي الأزمة أساسًا؟، الأزمة هي مشكلة او ظروف مفاجئة تهدد الوضع الطبيعي  المستقر، وهي نقطة حرجة تغير شيء ما للأبد سواء للأفضل أو الأسوأ، والكل تقريبا يتفق على أن الوضع لن يكون كما هو بعد هذة الجائحة التي أخذت صيت إعلامي خارق بأكبر الدول نتيجة تبعاتها. بعد أن عرفنا الأزمة وماهيتها، لابد أن نعرف كيف نتعامل معها كبشر ونخرج منها بأقل الأضرار، وربما بشكل أفضل من قبلها.

في البداية وقبل كل شيء أنظر لعلاقتك بربك، ابتعد عن صخب كل شيء واسأل نفسك هل انت جيد بإعطاء الله حقه؟ هل تقرأ القرآن مرة في الاسبوع على الاقل؟، الصلاة؟، الصدقة؟، ذكرك له سبحانه فإذا لم تذكره بهذة الظروف متى ستفعل؟. هل تمتلك المرونة والتكيف السريع مع الظروف؟، لابد أن تكون مرن بحياتك لأنه امر فطري في البشر، أيضا لابد أن تكون واثق من نفسك وقدرتك على تجاوز الأزمة مهما كانت صعوبتها، ومن اللازم أن تفهم أنك تملك زمام الأمور والسيطرة دائمًا لتجاوز الأزمات، فعدم مخالطتك للأخرين واتباعك للإجراءات الوقائية الصادرة من الجهات الرسمية ستقيك بإذن الله من هذة الجائحة. استراتيجية أخرى ستفيدك وهي عدم الخوف والتهويل الزائد للأمور، أعلم أن الإعلام واعداد الإصابات اليومية تُخيف نوعا ما ولكن لاتصل لمرحلة الجنون والهلع فلن تموت إلا بيومك الذي قدره ربك لك. 

أمر يغفل عنه الكثير وهو البحث عن السعادة بل وخلقها من أصغر الأمور، اصنع سعادتك وانزع ثوب السوداوية والسلبية المفرطة فنفسك تستحق أجمل وافضل من ذلك!، كن إيجابي يا اخي وتفاءل فنبينا الكريم محمد كان يعجبه الفأل والله سبحانه يقول " أنا عند ظن عبدي بي" فما يمنعك من التفاؤل بزوال هذا الوباء قريبا؟. اتخذ موقفا سريع ولاتجعل مايحدث يشل حركتك ويمنعك من شيء، اعمل على تطوير نفسك ففي السابق كم مرة كنت تنوي تطوير شيء ما ولم تجد الوقت؟ الأن لديك الوقت كله فاحرص على استغلاله بالشكل الصحيح، ليس شرط أن تستغله بالتطور والتحسن فيمكنك استغلاله باللعب والترفيه عن نفسك بكل ماتريد فأي وقت تمضيه بإسعادك ليس ضائع. أخر استراتيجية أخي وأختي القارئة هي تقبل التغيير، لن يكون الوضع سهلا ولن يعود كما سبق ابدا لذا علينا التقبل والمضي مع الحياة.

كن إيجابي، اسعد نفسك قدر الإمكان وبأي طريقة ما لم تغضب ربك، حاول أن تكون مرن وتتقبل الوضع حيث أن التكيف فطرة فينا كبشر، نعم صعب لكن ليس مستحيل، ارجع لربك وادعوه أن يزيل عنا هذة الأزمة فلن يساعدنا بكل شيء إلا هو سبحانه، لا تخف وتهول الأمور، بسّط كل شيء قدر الإمكان فلن يصيبك الا ما كتبه الله لك، اصنع الروح الجميلة بنفسك وتفاءل واعلم انك ستتجاوز كل صعب بإذن الله، فلم تخلق لتكون حبيس السلبية والأحزان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لازم أعرف؟

لماذا يتعامل معي البعض وكأن عليّ تعلم كل شيء؟ لماذا يجب أن أعرف حتى خفايا هضبة ( الأوزارك ) ؟ لماذا أكون الفقيه وبنفس الوقت مدير أعمال أحد الفنّانين؟ هل أنا آلة لتُسجّل بها ما ترغب به؟ الأسبوع الماضي كُنت في عجلة؛ للذهاب لاختبار تحديد مستوى بإحدى المعاهد بمدينة جدة، صادفت أخي في طريقي للخروج فسألني عن بطل كأس الملك السعودي بعام 2003 !! أجبته بسرعة بأني لا أعرف وكان رده ( فاشل ماتعرف شي اصلا ) . لا أدري أتحدث عن توقيت السؤال، أم أهميته في حياتنا، أم رده الجاهل الذي لو تلقيته قبل سنة من الآن، لدخلت بحالة تفكير عميقة ومؤذية ولخرجت عن جو الاستعداد للاختبار، كيف تربط الفشل بعدم قدرتي على الإجابة، عن سؤال لن يضيف لي شيء في حياتي؟ كيف حكمت بعدم معرفتي بأي شيء وأنا وبفضل الله وكرمه،  أعرف ماوهبني وأعمل على تطويره في كل يوم، وأعرف من العلم ماسينفعني بمجال عملي وفي حياتي اليومية، وأنت حتى مرتبك الشهري لا تحافظ عليه حتى موعد الذي يليه، والمشكلة أنك تمضي وقتك بالتشكي لا بالعمل والبحث عن حلول! من الفاشل الجاهل الأن؟ شيء غريب لاحظته مؤخرًا وهو أن البعض يريدك أن تكون عالمًا لأجله، موسوعة متنقلة يبحث

سعودي سعيد!

من نجران إلى العويقلية، من الخبر إلى جدة، من مكة إلى الجبيل، من عرعر إلى عسير، كلها موحدة تحت الراية وتكمل في هذة الليلة سنتها التسعين منذ التوحيد، ومنقسمة إلى نصفين! الأول بالأبيض، والثاني بالأخضر. هكذا هي هذة الدولة العظيمة، هكذا هي رائدة وكبرى دول الخليج والعالم العربي الإسلامي. دائمًا تجد الشعب متفرق ولديه الكثير من الأيادي الدفاعية في حال تفرق الأعداء من عدة اتجاهات وحاولوا المساس بأمن أو حتى سمعة هذة الدولة العظيمة، ودائمًا تجدهم صف واحد في حال اتخذ العدو جهة واحدة. يُلقب ملك وحاكم البلاد بخادم الحرمين الشريفين، في إشارة إلى أننا من أكبر فرد فينا إلى الأصغر خادمين لبيوت الله عز وجل، ننزلها منزلتها المستحقة، يا الله يا لعظمة المملكة! تنوع حضاراتها واختلاف ثقافاتها من أكثر مايميز هذة البلاد. الجنوب وما أدراك ما الجنوب! تجد في عسير المناخ الجميل المعتدل صيفًا، البارد جدًا شتاءً، لا تخلو من المناظر الطبيعية الخلّابة، والقصور والقرى التاريخية، ولا ننسى السودة التي تُعد الوجهة الأولى في الغالب للقادمين، مثلها مثل منطقة الباحة ويميز الأخيرة أماكن عدة: كسوق الخميس، وغابة رغدان، وقرية ذي

جريمة شرعية!

هناك فئة دائماً تحب التجرد من الإنسانية عند التعامل مع البشر، وتكره التفكير بمشاعر الطرف الأخر ، فئة تمجد الهمجية والهجوم الشامل على العدو لسبب حقيقي أو مختلق،وتحتقر العقلانية والاسلوب اللين بالمعاملة، هي جريمة لا يعاقب عليها القانون لكنها تسبب نزيف داخلي يصعب إيقافه، بل قد تقود البعض للإنتحار. دويّ إصطدام يهز الأرجاء، سقف سيارة تدمر، شظايا زجاج متناثرة، خرج اهل المنزل فوجودا الابن الأصغر مراد ميتاً، التساؤل الأبرز الذي حير الجميع لماذا يقدم شاب لايزال في مقتبل العمر (22 عام ) على الإنتحار في هذة المرحلة من حياته؟، ربما جميع الأصدقاء والاقارب احتاروا عدا والده الذي وجد ورقة على طاولته بخط ابنه مفادها: الكل يلحق بي الضرر، ضربوني حتى لم يعد جسدي يحتمل، أرهقوني بشتى أنواع الكلمات القاسية بدون إحساس، ليس ذنبي أنني خُلقت " حساس" ، لعلمك الإكتئاب والمخدرات وانعدام احترام النفس، ولا انسى إضافتك للوحدة بقاموس كل تلك المشاكل التي أنهكتني وأجبرتني على الرحيل". لا داعي لشرح مشاعر والد مراد عندما قرأ رسالة ابنه لأنكم بالتأكيد تعلمون طبيعة شعوره الذي أتى بعد فوات الأوان للأ