التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اجعلها بداية !


ليس بالضرورة أن تكون أنت النجم دائمًا، ليس بالضرورة أن تكون ذو الرأي الصائب بكل نقاش تخوضه، ومن غير المنطقي أساسا أن الجميع يخطيء والأغلب يتجرأ ويعترف بأخطاؤه ويتعلم منها وأنت تحاول التفرد والمكابرة وإظهار نفسك على غير حقيقتها مُخفيًا ذاتك ومتفاخر بصفات لا تمتلكها من الأساس!.

في شبابه ومثل غالبيتنا كان الاعلامي المميز محمد النحيت يريد دخول عالم التجارة وجني الأموال، كان متحمسًا جدًا ووجد من يشاركه الحماس ويسانده بالدعم المادي لدخول السوق من أوسع ابوابه، وبالفعل بدأ مشروعه المبهج في مخيلته المعتم على أرض الواقع، نعم معتم لأنه لم يكن يعلم أساسيات بناء المشروع، بدأ بجهل وتسرع مما جعله يخسر الكثير في تلك اللحظة، نعم خسر في تلك اللحظة فقط لأن الفشل عادة يكون مفتاح معرفة الشخص لطريق النجاح، مزودًا إياه بالخبرة والتجربة والمعرفة التي تمكنه من التعلم منها ربما طوال حياته.

الخطأ هو البداية الفعلية للنجاح ولكن للأسف يخفي البعض ذاته الحقيقية خوفًا من التعمق فيها ومعرفتها وإبرازها بالصورة التي يستحقها كإنسان، وذلك لأنه يظن أن اخطاء الماضي كلفته الكثير وكان من الممكن تفاديها، متجاهلا حقيقة أنه تعلم درسًا ثمينًا في كيفية مواجهة المشكلة في حال واجهته مستقبلا، غيرت حتى في طريقة تفكيره لتفادي مشاكل مشابهة ولو في جزئيات بسيطة، لأنه يعتقد أنه من الضعف إظهار الأخطاء السابقة ومواجهتها والتعلم منها، أو ببساطة قد يكون خائف من ذلك، خائف من الإعتراف بأخطاء الماضي مما قد يؤثر على مستقبله بالسلب، لأنه قد يتهرب من تجربة أشياء جديدة في حياته تمكنه من اكتشاف هبة الرحمن التي ولد بها، خوفا من أن يخطيء في بعض المجالات.

لابد أن تكون قوي، لا أعلم كم مرة قرأت هذة الجملة في كتب أو في مختلف حسابات تطوير الذات بمختلف منصات التواصل الاجتماعي ولكن بالفعل كن قوي، متصالح مع ذاتك تلتمس لها العذر عند الخطأ، اجلس مع ذاتك بأقرب وقت واجلب ورقة وقلم وابدأ بكتابة أبرز مشاكلك والأخطاء التي واجهتها في حياتك، افتح صندوقك الاسود الذي لطالما مرر عقلك الباطن الذكريات والأخطاء البشعة التي أقدمت عليها بالماضي منه ، بل واخرج أكثر مافيه سوادًا ودونه على الورقة ثم اعترف، اعترف بكل مادونت وواجه أنك كنت مخطيء بهذا وذاك، أنت لست ملك ولا أنا ولا أي شخص من البشر فجميعنا اخطأنا وسنخطيء لا محالة لأننا بشر، حتى الأنبياء عليهم السلام اخطأوا فمن نحن حتى لا نخطيء؟.

اذهب واغلط! ، اسمح لنفسك بأن تخطيء في سبيل التجربة؛ في سبيل معرفتك لهويتك، جرب واذا اخطأت اعرف المشكلة، واجهها وابدأ بالعمل على حلها وتفاديها في المستقبل، هكذا تصبح اقوى وأكثر خبرة، متماسك وأكثر صلابة في مواجهة سهام من يحاول زعزعة ثقتك بذاتك، لأنك ببساطة شفاف وصادق ومتصالح مع نفسك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لازم أعرف؟

لماذا يتعامل معي البعض وكأن عليّ تعلم كل شيء؟ لماذا يجب أن أعرف حتى خفايا هضبة ( الأوزارك ) ؟ لماذا أكون الفقيه وبنفس الوقت مدير أعمال أحد الفنّانين؟ هل أنا آلة لتُسجّل بها ما ترغب به؟ الأسبوع الماضي كُنت في عجلة؛ للذهاب لاختبار تحديد مستوى بإحدى المعاهد بمدينة جدة، صادفت أخي في طريقي للخروج فسألني عن بطل كأس الملك السعودي بعام 2003 !! أجبته بسرعة بأني لا أعرف وكان رده ( فاشل ماتعرف شي اصلا ) . لا أدري أتحدث عن توقيت السؤال، أم أهميته في حياتنا، أم رده الجاهل الذي لو تلقيته قبل سنة من الآن، لدخلت بحالة تفكير عميقة ومؤذية ولخرجت عن جو الاستعداد للاختبار، كيف تربط الفشل بعدم قدرتي على الإجابة، عن سؤال لن يضيف لي شيء في حياتي؟ كيف حكمت بعدم معرفتي بأي شيء وأنا وبفضل الله وكرمه،  أعرف ماوهبني وأعمل على تطويره في كل يوم، وأعرف من العلم ماسينفعني بمجال عملي وفي حياتي اليومية، وأنت حتى مرتبك الشهري لا تحافظ عليه حتى موعد الذي يليه، والمشكلة أنك تمضي وقتك بالتشكي لا بالعمل والبحث عن حلول! من الفاشل الجاهل الأن؟ شيء غريب لاحظته مؤخرًا وهو أن البعض يريدك أن تكون عالمًا لأجله، موسوعة متنقلة يبحث

سعودي سعيد!

من نجران إلى العويقلية، من الخبر إلى جدة، من مكة إلى الجبيل، من عرعر إلى عسير، كلها موحدة تحت الراية وتكمل في هذة الليلة سنتها التسعين منذ التوحيد، ومنقسمة إلى نصفين! الأول بالأبيض، والثاني بالأخضر. هكذا هي هذة الدولة العظيمة، هكذا هي رائدة وكبرى دول الخليج والعالم العربي الإسلامي. دائمًا تجد الشعب متفرق ولديه الكثير من الأيادي الدفاعية في حال تفرق الأعداء من عدة اتجاهات وحاولوا المساس بأمن أو حتى سمعة هذة الدولة العظيمة، ودائمًا تجدهم صف واحد في حال اتخذ العدو جهة واحدة. يُلقب ملك وحاكم البلاد بخادم الحرمين الشريفين، في إشارة إلى أننا من أكبر فرد فينا إلى الأصغر خادمين لبيوت الله عز وجل، ننزلها منزلتها المستحقة، يا الله يا لعظمة المملكة! تنوع حضاراتها واختلاف ثقافاتها من أكثر مايميز هذة البلاد. الجنوب وما أدراك ما الجنوب! تجد في عسير المناخ الجميل المعتدل صيفًا، البارد جدًا شتاءً، لا تخلو من المناظر الطبيعية الخلّابة، والقصور والقرى التاريخية، ولا ننسى السودة التي تُعد الوجهة الأولى في الغالب للقادمين، مثلها مثل منطقة الباحة ويميز الأخيرة أماكن عدة: كسوق الخميس، وغابة رغدان، وقرية ذي

جريمة شرعية!

هناك فئة دائماً تحب التجرد من الإنسانية عند التعامل مع البشر، وتكره التفكير بمشاعر الطرف الأخر ، فئة تمجد الهمجية والهجوم الشامل على العدو لسبب حقيقي أو مختلق،وتحتقر العقلانية والاسلوب اللين بالمعاملة، هي جريمة لا يعاقب عليها القانون لكنها تسبب نزيف داخلي يصعب إيقافه، بل قد تقود البعض للإنتحار. دويّ إصطدام يهز الأرجاء، سقف سيارة تدمر، شظايا زجاج متناثرة، خرج اهل المنزل فوجودا الابن الأصغر مراد ميتاً، التساؤل الأبرز الذي حير الجميع لماذا يقدم شاب لايزال في مقتبل العمر (22 عام ) على الإنتحار في هذة المرحلة من حياته؟، ربما جميع الأصدقاء والاقارب احتاروا عدا والده الذي وجد ورقة على طاولته بخط ابنه مفادها: الكل يلحق بي الضرر، ضربوني حتى لم يعد جسدي يحتمل، أرهقوني بشتى أنواع الكلمات القاسية بدون إحساس، ليس ذنبي أنني خُلقت " حساس" ، لعلمك الإكتئاب والمخدرات وانعدام احترام النفس، ولا انسى إضافتك للوحدة بقاموس كل تلك المشاكل التي أنهكتني وأجبرتني على الرحيل". لا داعي لشرح مشاعر والد مراد عندما قرأ رسالة ابنه لأنكم بالتأكيد تعلمون طبيعة شعوره الذي أتى بعد فوات الأوان للأ