ليس بالضرورة أن تكون أنت النجم دائمًا، ليس بالضرورة أن تكون ذو الرأي الصائب بكل نقاش تخوضه، ومن غير المنطقي أساسا أن الجميع يخطيء والأغلب يتجرأ ويعترف بأخطاؤه ويتعلم منها وأنت تحاول التفرد والمكابرة وإظهار نفسك على غير حقيقتها مُخفيًا ذاتك ومتفاخر بصفات لا تمتلكها من الأساس!.
في شبابه ومثل غالبيتنا كان الاعلامي المميز محمد النحيت يريد دخول عالم التجارة وجني الأموال، كان متحمسًا جدًا ووجد من يشاركه الحماس ويسانده بالدعم المادي لدخول السوق من أوسع ابوابه، وبالفعل بدأ مشروعه المبهج في مخيلته المعتم على أرض الواقع، نعم معتم لأنه لم يكن يعلم أساسيات بناء المشروع، بدأ بجهل وتسرع مما جعله يخسر الكثير في تلك اللحظة، نعم خسر في تلك اللحظة فقط لأن الفشل عادة يكون مفتاح معرفة الشخص لطريق النجاح، مزودًا إياه بالخبرة والتجربة والمعرفة التي تمكنه من التعلم منها ربما طوال حياته.
الخطأ هو البداية الفعلية للنجاح ولكن للأسف يخفي البعض ذاته الحقيقية خوفًا من التعمق فيها ومعرفتها وإبرازها بالصورة التي يستحقها كإنسان، وذلك لأنه يظن أن اخطاء الماضي كلفته الكثير وكان من الممكن تفاديها، متجاهلا حقيقة أنه تعلم درسًا ثمينًا في كيفية مواجهة المشكلة في حال واجهته مستقبلا، غيرت حتى في طريقة تفكيره لتفادي مشاكل مشابهة ولو في جزئيات بسيطة، لأنه يعتقد أنه من الضعف إظهار الأخطاء السابقة ومواجهتها والتعلم منها، أو ببساطة قد يكون خائف من ذلك، خائف من الإعتراف بأخطاء الماضي مما قد يؤثر على مستقبله بالسلب، لأنه قد يتهرب من تجربة أشياء جديدة في حياته تمكنه من اكتشاف هبة الرحمن التي ولد بها، خوفا من أن يخطيء في بعض المجالات.
لابد أن تكون قوي، لا أعلم كم مرة قرأت هذة الجملة في كتب أو في مختلف حسابات تطوير الذات بمختلف منصات التواصل الاجتماعي ولكن بالفعل كن قوي، متصالح مع ذاتك تلتمس لها العذر عند الخطأ، اجلس مع ذاتك بأقرب وقت واجلب ورقة وقلم وابدأ بكتابة أبرز مشاكلك والأخطاء التي واجهتها في حياتك، افتح صندوقك الاسود الذي لطالما مرر عقلك الباطن الذكريات والأخطاء البشعة التي أقدمت عليها بالماضي منه ، بل واخرج أكثر مافيه سوادًا ودونه على الورقة ثم اعترف، اعترف بكل مادونت وواجه أنك كنت مخطيء بهذا وذاك، أنت لست ملك ولا أنا ولا أي شخص من البشر فجميعنا اخطأنا وسنخطيء لا محالة لأننا بشر، حتى الأنبياء عليهم السلام اخطأوا فمن نحن حتى لا نخطيء؟.
اذهب واغلط! ، اسمح لنفسك بأن تخطيء في سبيل التجربة؛ في سبيل معرفتك لهويتك، جرب واذا اخطأت اعرف المشكلة، واجهها وابدأ بالعمل على حلها وتفاديها في المستقبل، هكذا تصبح اقوى وأكثر خبرة، متماسك وأكثر صلابة في مواجهة سهام من يحاول زعزعة ثقتك بذاتك، لأنك ببساطة شفاف وصادق ومتصالح مع نفسك.
تعليقات
إرسال تعليق